الأدب العربي: فن ذو دلالات فريدة


إن جمال الأدب العربي يستحق تسخير بعض الوقت للتمعن فيه ودراسته وتجربة ثقافته الغنية. 

نقدم لكم ثلاث اقتراحات لقراءة وتذوق فنون الأدب العربي.  


1.  ديوان مجنون ليلى لقاسم حداد 

 قاسم حداد الذي ولد عام 1948 في البحرين، يُعتبر واحد من أعظم شعراء الخليج على الرغم من أنه لم يكمل تعليمه الثانوي وترك المدرسة مبكرًا للمساعدة في إعالة أسرته.  

مجنون ليلى هي حكاية أسطورية في الأدب العربي وكذلك في أدب بلاد فارس وباكستان وأفغانستان. يشير الاسم إلى رجل أصيب بالجنون نتيجة حبه الشديد لليلى. منذ القرن التاسع، كانت حكاية مجنون ليلى، بموضوعاتها الخاصة بالعشاق والقبائل المتحاربة، فكرة مركزية في الأدب العربي وفن الأداء. حيث أصبح شعر الحب موضوعًا شائعًا بين الشعراء الصوفيين، الذين فسروا رغبة مجنون ليلى في حب ليلى واستحالة الحصول على ليلى على أنها استعارة لرحلة البحث  عن السمو. 

قصة مجنون ليلى القديمة تم إعادة صياغتها في رواية قاسم حداد، متحررة من إطارها المتشدد والقبلي. ففي تفسيره، يفي العاشقان بحبهما لبعضهما البعض بعيدًا عن القواعد الأخلاقية أو الاجتماعية. كلا العاشقين يمجدون إثارة الحب والعاطفة. النص يتبنى صيغة النثر باللغة العربية الفصحى والذي تم صياغته بشكل حرفي.  

تم تضمين مجموعة مختارة من شعر قاسم في الترجمة الأخيرة لمجنون ليلى بقلم فريال غزول وجون فيرلندن حيث تميزت بالدقة كما أنها يستحق القراءة. 

 

2. المعلّقة  الذهبية لامرؤ القيس 

عاش امرؤ القيس في نجد قبل فجر الإسلام، والذي بدوره يعتبر أعظم شاعر عربي على الإطلاق، تعتبر معلّقة  امرؤ القيس من أروع أنواع الشعر الشفوي النابض بالحياة خصوصاً للعرب الذين يعيشون في الصحراء في تلك الفترة، عندما كانت اللغة العربية المستخدمة غير مهجنة. 

الجدير بالذكر أن إمرؤ القيس هو سيد الوصف الذي صنع صورًا ووصفاً رائع ودقيق للحياة البرية والجبال والسحب والليالي المظلمة المزينة بالنجوم. وهو خبير في الأسلوب الشعري المعروف بموازنة سمات حيوان بآخر. حصانه "يرتجف مثل الثعلب الصغير" ، يركض كالذئب ، كما  كان أول من نسب عيون حبيبته إلى عيون الغزال. 

لم تظل هذه الموضوعات مركزية في التقاليد الأدبية العربية فحسب، بل خدمت أيضًا كنموذج للقصيدة والمعلقات المشهورة جدًا في منطقتنا العربية.  

قام ويليام جونز بأول ترجمة إنجليزية لهذه القصيدة في عام 1782، وقام بول سميث وديزموند أوجرادي بأحدث الترجمات. 

 

3. النبي: خليل جبران 

يدخل هذا النص ضمن الأدب العربي على الرغم من كتابته باللغة الإنجليزية.  

يعد كتاب النبي رائعة جبران العالمية في التفاؤل والأمل. وبطريقة شاعرية، وأسلوب سلس، يقدم فيه جبران رسالة روحية تدعونا إلى تفتح الذات. 

خليل جبران، وهو فرد فقير من عائلة مسيحية لبنانية، هاجر إلى أمريكا في القرن التاسع عشر. أسس هو ورفاقه مدرسة المنفى، و أنتجوا أعمالاً عدة باللغتين العربية والإنجليزية. 

في كتاب النبي لخليل جبران، يعرض شخصية صوفية تقدم 26 قصيدة شعرية في رحلة عن الحالة الإنسانية.  يسأل عن أفكاره حول مواضيع مختلفة، بما في ذلك الحب، والمال، والأطفال، والعمل. هو يحوي خلاصة الآراء الجبرانية في الحب والزواج والأولاد والبيوت والثياب والبيع والشراء والحرية والقانون والرحمة والعقاب والدين والأخلاق والحياة والموت واللذة والجمال والكرم. 

منذ نشره لأول مرة في عام 1923، ألهمت ردوده القراء في جميع أنحاء العالم بفهم روحي وفلسفي للحياة. بالرغم من أن "الرسول" نُشر باللغة الإنجليزية، إلا أن العبارة العربية لا لبس فيها: "أطفالك ليسوا ذريتك، إنهم أبناء وبنات عطش الحياة لنفسها". ينصح النبي: "أحبوا بعضكم بعضاً. كتاب النبي هو واحد من أفضل الكتب على الإطلاق وقد تمت ترجمته إلى 40 لغة مختلفة. 

 

الختام:  

أصبح الكثير من الأدب العربي متاحًا الآن بفضل عمل المترجمين، الذين نقلوا الأدب عبر حدود الحواجز اللغوية.  

تعتبر الترجمة ذروة العمل عبر الثقافات وهي أداة حيوية لبناء علاقات شخصية أقوى. 

إذا كان كلاً من الصحافة والتاريخ يصفان حياة الشعوب العادية، فإن الأدب يجسد تطلعاتهم ومخاوفهم رغباتهم ودوافعهم والعواطف والإثارة التي تدفعهم. نشبه بعضنا بعضاً بشكل ملحوظ عندما نقرأ أعمالًا أدبية من ثقافات متنوعة.  

إنه لأمر جميل مدى القواسم المشتركة بين جون كيتس وامرؤ القيس فيما يتعلق بالجمال والحب والحقيقة!